عزة نفس
أتاني
خيال جاء من غرة العمـــر
|
.
..
|
يداعب أجفاني ويهمس في صــدري
|
فقلت
له يا أيها الطيف لم تكــــن
|
.
..
|
لتجرح من قلبي وتعبث في فكــري
|
فمازال
عقلي ساكنا في مخيلتـــي
|
.
..
|
ومازلت طلاب الحقيقة من أمـــري
|
أكان
الهوى يا أيها الطيف صحــوة
|
.
..
|
تعيد الذي قد تاه في ظاهر الأمـــر
|
أم
ان الهوى يا أيها الطيف غفــوة
|
.
..
|
يقر بها الإنسان في محكم الأســـر
|
فقد
يعتلي الأفلاك مينــا
بفكــره
|
.
..
|
وقد يجتلي الأشواك كالزهر والعطـر
|
ألا
تذكرن يا طيــف أني بمحفـل
|
.
..
|
رأيت كئوسا مترعات من الخمـــر؟
|
فصنت
عفافي أن يرانــي معربـداً
|
.
..
|
وأحصنت عقلي والجنان من الهــدر
|
لقطرة
ماء فـي شفــاه وقــورة
|
.
..
|
أعز من الصهباء تهتز في سكـــر
|
ألا
تذكرن يا طيف كم عشت جائعـا
|
.
..
|
وتزدان قدامي مؤائد مــن يغــري
|
وبين
ضلوعي معدة تألف الطــوى
|
.
..
|
ولا تأكل الشهد المغلِّــف للقهـــر
|
تركت
موائد للســراة وحفلهـــم
|
.
..
|
وصنت ضلوعي من مغبة ما يجـري
|
ألا
تذكرن يا طيف كم جاء ظالــم
|
.
..
|
ليعلو كما الأصنام في سالف الدهــر
|
ومن
حوله أهل النفاق رواكــــعٌ
|
.
..
|
وقد أشركوا بالله لكن بلا سِتْـــــر
|
فما
رضيت نفسي الركوع لظالـــم
|
.
..
|
ولم يدخل الشركُ الفؤاد على قســـر
|
يعيب
الفتى ذل الهـوى في فــؤاده
|
.
..
|
ويهدر من عقل الفتى رشفة الخمــر
|
وما
العيب إن جاع الفتى في إبائــه
|
.
..
|
وإن ذل في النعماء، ذاك الذي يُـزري
|
فلا
تخضعن للذل إن كنت شاعــرا
|
.
..
|
فمن يعبد الأصنام يغوي إلى الكفــر[1]
|
وما
كان فخري أنني كنت عاشقــا
|
.
..
|
يروح بلا أمر ويغدو بلا صبــــر
|
وما
كان عذري أنني كنت غافــلا
|
.
..
|
بكأس تذيب الروح في دركها القفــر
|
ولا
بعت نفسي للموائــد قابعــا
|
.
..
|
كفتني لقيماتٌ أسد بها ثغـــــري
|
وما
يعبد الأصنام مثلي وإن علـت[2]
|
.
..
|
ولا يقبلن الظلم في ساعة العســــر
|
ولا
رضيت نفسي الحيــاة ذليلــة
|
.
..
|
فإن ضاقت الدنيا فقد وسعت قبــري
|
وكيف،
وقد أسلمــت لله طائعــا
|
.
..
|
ويشهد إسلامي بأني ذو صبـــــرِ
|
علي
أنني يا طيف من غير عصمـة
|
.
..
|
ذنوبي كأعداد الرمال بلا حصــــر
|
فكيف
إذا ما عاد جسمي من الثـرى
|
.
..
|
وكان حسابي قائما ساعة الحشــــر
|
سألت
إلهي رحمــة مـن لدنــه
|
.
..
|
وغفرانَ ما قدمت في سالف العمــر
|
دعوت
إلهــي غافــرا لخطيئتي
|
.
..
|
ويوم يقوم الناس من وافر الستـــر
|
فما
كان حظي أنني كنـت لاهيــا
|
.
..
|
يراود نفسـا للحيــاة ولا يــدري
|
ولكن
حظي أنني كــنت عاقــلا
|
.
..
|
لأبذل من نفسي شقائـــق للذكــر
|
No comments:
Post a Comment