اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وآل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، عدد خلقك ومخلوقاتك، وما أودعت فيها من جزيئات وذرات وجسيمات، وغير ذلك مما لا نعلم، وكما تحب من وصف وعدد، أضعافا مضاعفة كل لحظة لا يعلم بها سواك، منذ أن بدأت الخلق، وحتى تدخل الجنة أهلها، وما أبقيتهم فيها، وما اتصلت عين بنظر وأذن بخبر. اللهم إنا نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة، ونصح الأمة وكشف الله به الغمة وجاهد في الله حق الجهاد، ولم يترك شيئا مما أمر به إلا بلغه. هدى الناس من الضلالة، ونجاهم من الجهالة وبصرهم من العمى، وهداهم بإذن ربهم إلى سراطك المستقيم، فتح الله به أعينا عميا، وآذانا صما، وقلوبا غلفا. اللهم آته الوسيلة والفضيلة والدرجة العالية الرفيعة، وابعث اللهم المقام المحمود الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد. اللهم جازه خير ماجازيت نبيا عن أمته، ورسولا عن أداء رسالته، وارزقنا بفضلك وعطائك وإحسانك شفاعته.
Sunday, July 27, 2014
Tuesday, July 1, 2014
حقيقة البيعة
حقيقة البيعة
هناك
من يظن أن الخلافة هي تعيين فرد بالقوة تحت ستار "أخذ البيعة له" كما
كان يتم في عهد الأمويين والعباسيين. ولكن الخلافة في الحقيقة تعني نظاما سياسيا
مبنيا على الشورى، وعلى أن الشعب مصدر السلطات وله وحده الحق في اختيار حاكمه.
وإعطاء سلطة اختيار الحكام للشعوب هو بعضٌ من تكريم الله لبني آدم، وجزء مهم من
استخلافهم في الأرض. ولا يجوز لأحد أن " يرشح نفسه للحكم" فطالب الإمامة
لا يؤم. ولا يجوز لأمرئ أن يؤم الناس وهم له كارهون. والحكم عقد اجتماعي بين
الحاكم والمحكومين، يجوز للمحكومين أن ينقضوه متى شاءوا بل وأن يحاسبوا الحاكم عن
تجاوزاته.
هناك
من حارب بني أمية على أساس أنهم نقضوا الشورى وصادروا حق الشعب في اختيار حكامه،
وكان الحسين بن علي على رأس هؤلاء واستشهد في سبيل تحقيق الشورى، ونال درجة سيد
الشهداء. وهناك من حاربوهم على أساس أن الحكم يجب أن يكون وراثة في نسل على بن أبي
طالب كرم الله وجهه. وهم الشيعة، وكان من بينهم قلة قليلة قالوا بولاية الفقيه،
وهي قاعدة تتعارض مع مدنية الحكم في الإسلام، واقتصار العصمة على سيدنا رسول الله.
إذا
طبقنا هذا على وضعنا الحاضر، فإن داعش تصادر حق المسلمين في اختيار حكامهم. كما أن
الجيش المصري صادر حق المصريين في اختيار رئيسهم بترشيحه للسيسي. وكذلك السيسي
بانقلابه على مرسي صادر هذا الحق. وكذلك الشيعة الإمامية الذين ينادون بولاية الفقيه
يصادرون حق الشعب في اختيار حكامه. عودوا إلى الشورى الحقيقية التي هي ببساطة
الديمقراطية في ثوبها الحديث، يرحمكم الله.
Subscribe to:
Posts (Atom)